العودة إلى الموقع

حساسية الجلد الجاف عند الأطفال

 

٥ نوفمبر ٢٠٢٢

حساسية الجلد الجاف عند الأطفال و تسمى أيضا التهاب الجلد التَّأَتُّبِي (Dermatite Atopique- Atopic Dermatitis) هو مرض إلتهابي يصيب الأطفال الرضع.

تظهر حساسية الجلد الجاف عند الأطفال على شكل بقع حمراء مع قشرة خفيفة و في بعض الأحيان جفاف بدون بقع حمراء وتسبب حكة و إزعاجاً للطفل. تظهر هذه البقع غالبا على الوجه، على مستوى ثنايا المرفقين و خلف الركبتين أو في منطقة الحفاظ.

الأسباب:

لازالت شيفرة أسباب هذا المرض لم تفك بعد، لكن هناك أبحاث أثبتت أن الجلد في هذه الحالة يعاني من نقص أحد البروتينات الموجودة في الطبقة الخارجية للجلد و هو بروتين الفيلاغرين 5 مما يؤدي إلى اختلال الحاجز الجلدي. يعد العامل الوراثي مهما أيضا خاصة عندما يكون أحد الأبوين عانى من نفس المرض.

العوامل المساعدة لظهور المرض:

الجو الجاف و البارد يؤدي إلى جفاف الجلد، استخدام الماء بشكل مطول عند الإستحمام، استعمال الكيس لفرك الجلد عند الإستحمام، استخدام الصابون الجاف (صابون الحجرة) أو صابون ذو رائحة، الملابس الصوفية و ذات النسيج الإصطناعي مثل النايلون، زغب الحيوانات الأليفة وعث الأفرشة.

الأعراض الجانبية عند عدم العناية بالبشرة:

يؤدي ترك البشرة دون ترطيب إلى ظهور الاكزيما تلك البقع الحمراء الجافة مع حكة مؤرقة، بالإضافة إلى ذلك يكون الجلد أكثر عرضة للعدوى البكتيرية و الفيروسية و عدوى الفطريات و ذلك بسبب اختلال الحاجز الخارجي الجلدي الذي يَسْهُلُ اختراقه من طرف المكروبات و الفيروسات و الطفيليات.

https://www.msdmanuals.com/fr/professional/troubles-dermatologiques/dermatite/dermatite-atopique-ecz%C3%A9ma

الوقاية و العلاج:

تلعب الوقاية دورا أساسيا و محوريا من أجل الحفاظ على بشرة صحية لدى الأطفال الذين يعانون من حساسية الجلد الجاف، تتجلى الوقاية في ترطيب جسم الطفل و وجهه بصفة يومية مرة إلى ثلاث مرات حسب درجة جفاف الجلد و يجب اختيار مرطبات خاصة لهذا المرض معروفة عند جميع الصيدليات و تجنب استعمال الزيوت الطبيعية للترطيب لأن احتمال وقوع حساسية من هذه الزيوت كبير عند الأطفال الذين يعانون من هذا المرض . بالنسبة للإستحمام يجب أن يكون سريعا تقريبا خمسة دقائق بماء فاتر مع استعمال صابون خاص بالبشرة الحساسة و الجافة و يرجى أيضا عدم فرك الجلد بالكيس لأنه يسبب تهيجاً للبشرة، و عند التنشيف يرجى عدم فرك الجلد بالفوطة و إنما طبطبة خفيفة على الجلد بالفوطة، ثم ترطيب الجسم مباشرة بعد التنشيف.

اختيار ملابس قطنية و الإبتعاد عن الملابس المصنوعة بنسيج اصطناعي مثل النايلون و البولي إستير و تجنب الملابس الصوفية، غسل المالبس بمسحوق أو سائل خاص ضد الحساسية و تكون عبارة (Hypoallergénique) على غلافها.

أما بالنسبة للعلاج فيكون عند ظهور الحساسية عند ظهور البقع الحمراء و الحكة، و يكمن العلاج الأساسي في تخفيف الإلتهاب عن طريق مضادات الإلتهاب التي هي عبارة عن كريمات موضعية مثل كريمات الستيرويد و يختلف تركيزها من حالة لأخرى حسب درجة الإلتهاب، تستعمل هذه الكريمات لمدة معينة مع نقص تدريجي و الطبيب المُشرِف على الحالة هو من يحدد المدة الزمنية و تركيز الكريمات. في بعض الأحيان يلجئ الطبيب لأنواع أخرى من العلاجات لتجنب استعمال كريمات السترويد التي لها أعراض جانبية عند الإستعمال المطول، مثلا ينصح الطبيب باستعمال بعض مثبطات المناعة الموضعية أو العلاج بالأشعة البنفسجية (UVB-NB) أو بعض أنواع الليزر.

تطور المرض:

هذه الحساسية تظهر من الأسابيع الأولى من العمر و تستمر إلى حوالي سن الخامسة و يُرجى الإلتزام بجميع نصائح الوقاية خلال هذه المدة، في بعض الأحيان تستمر هذه الحساسية ما بعد سن الخامسة و تُقدِّر الدراسات ذلك عند ٪10 من المرضى.

الرسالة:

لتجنب استعمال الدواء نظراً لمساوئه عند الإستعمال المطول و المتكرر، يجب الإلتزام الدقيق بالوقاية و الترطيب الدائم.

 

د. أيوب شداد